الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في فيلم سيمشار: لطفي العبدلي يفقد ابنه في عباب البحر ويكشف معاناة الكادحين على وجه الارض

نشر في  03 نوفمبر 2015  (16:18)

تطرق فيلم "سيمشار" للمخرجة المالطية ريبيكا كريمونا، والذي يتقمص فيه الممثل التونسي لطفي العبدلي دور البطولة إلى موضوعي العنصرية والهجرة غير الشرعية من خلال قصة بحار مالطي (لطفي العبدلي) يشهد على تدفق مئات اللاجئين الأفارقة على بلده وكيفية تعامل السلطات الرسمية مع هؤلاء النازحين كعبيد. وبحكم انتمائه للطبقة الكادحة، ينظر البطل الى هؤلاء الأشخاص من منظور انساني يدرك معنى المعاناة وقلة ذات اليد، ويقرر تشغيل أحدهم ومساندته في مواجهة "هم الحياة".

ويمكن القول إنّ ميزة فيلم "سيمشار" تكمن في تطويع المخرجة لتيمتي العنصرية والهجرة غير الشرعية للحديث عن هموم الإنسان أينما كان ومهما كانت جنسيته، فشرائح عديدة من البشر تعاني من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة جراء هيمنة النظام الرأسمالي الذي لا يبالي بكرامة حياة المواطنين وبالخصوص الكادحين منهم.

وفي هذا السياق، رسمت المخرجة ريبيكا كريمونا صورة وازت بين مأساة مجموعة من اللاجئين فروا من بلادهم بطريقة غير شرعية على متن مركب بحري، وبين معاناة عائلة البحار لطفي العبدلي وسعيه المحموم من أجل توفير لقمة العيش، إذ يضطر العبدلي ووالده الى المجازفة بالإبحار في المياه الإقليمية من أجل توفير صيد ذو قيمة الى أن تحل الكارثة بعد انفجار المركب في عباب البحر ليلا.

حينها تبدأ محنة ثانية، محنة لطفي العبدلي وابنه ومساعدهما الذين يتمسّكون بطوف نجاة في انتظار أن ينقذهما مركب ما.. لكن الأقدار تقسو عليهم، فيفقد لطفي العبدلي ابنه ومساعده بعد أن يبتلعهما البحر، هذا الذي كان يشكل مصدر حلم ورزق بالنسبة لهم..

مصير واحد للاجئ الإفريقي وللطفل المالطي الذي ينتمي إلى الطبقة الكادحة، وهي النقطة التي أثارتها المخرجة بإقتدار لتبيّن المصير المشترك الذي يتربّص بكل ضعيف في الكون سواء كان أوروبيا أو افريقيا..

-تتواصل عروض فيلم "سيمشار" بكل من قاعة المنار وسيني مدار قرطاج وهاني جوهرية بالعاصمة وقاعة الماجستيك ببنزرت..

شيراز بن مراد